لا شك أن كثيرًا منّا قد تصفّح مواقع أجنبية تقدّم خدمات رقمية مدفوعة، ولاحظ أن هناك أسماءً شبه موحّدة تُستخدم لتصنيف العروض أو باقات الأسعار، مثل:
Basic – Standard – Pro – Premium – Ultimate
هذه المصطلحات – وإن كانت مألوفة – فإنها تفقد شيئًا من دلالتها ورونقها حين تُستعمل خارج سياقها الأصلي، أي خارج اللغة والثقافة الإنجليزية. بل العجيب أنها أصبحت معيارًا شبه عالمي، تتبنّاها مواقع وشركات ناطقة بلغات مختلفة مثل الروسية، والفرنسية، والإسبانية، وغيرها.
لكن ماذا عنّا نحن العرب؟
حين حاولنا ترجمة هذه التسميات إلى العربية، ظهرت لنا مفردات مثل:
- Basic = أساسي
- Standard = معياري
- Pro = احترافي
لكنها جاءت مبتذلة، بلا طعم أو وقع حقيقي في الذهن العربي، وكأننا نسقط كلمات بلا روح في غير بيئتها الطبيعية.
لماذا يحدث هذا؟
السبب ليس ضعف الترجمة فقط، بل يعود إلى اختلاف الإحساس بالكلمة والمعنى الثقافي الذي تحمله. فالكلمات ليست مجرد مرادفات لغوية، بل كيانات تحمل شعورًا، وتجربة، ومكانًا في العقل والوجدان. خذ مثلًا النكتة: ما يُضحك باللغة العربية قد لا يُفهم أصلًا إذا تُرجم حرفيًا إلى الإنجليزية، والسبب هو اختلاف المرجع الثقافي والنفسي بين اللغات.
هل حان وقت تأسيس معيار عربي في تسمية الباقات؟
نعم، بكل تأكيد. لم لا نُبدع تسميات تُعبّر عن ثقافتنا؟ لماذا لا نبتكر معيارًا عربيًا موحدًا مثلما فعل الغرب مع مصطلحاتهم، مثل اتخاذهم "Lorem Ipsum" نموذجًا موحّدًا في عالم التصميم والطباعة؟
وفي هذا السياق، أعجبتني خطوة قامت بها شركة البيداء للحلول المعلوماتية، إذ وضعت تسميات عربية مبتكرة لباقاتها، تجمع بين الجاذبية والفهم السلس دون أن تقتبس من المصطلحات الغربية بشكل مباشر.
دعوة للمشاركة والإبداع
فلنحوّل هذا النقاش إلى مبادرة:
- ما التسميات التي تقترحها لباقات الخدمات باللغة العربية؟
- هل يمكننا الاتفاق على قالب لغوي جميل، يليق بمواقعنا ومنتجاتنا الرقمية؟
نحن لا نحتاج إلى استنساخ ما يُستخدم عالميًا، بل إلى إبداع ما يعبّر عنا نحن، بلغتنا وهويتنا وثقافتنا.
وفي المقال القادم، قد يكون من المفيد أن نناقش معًا:
هل آن الأوان لاستبدال "Lorem Ipsum" بفقرة عربية موحّدة تخدم المصممين العرب؟
Top comments (0)